التصوف وفلسفة الحب الإلهي !

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير خلق الله

ثم اما بعد

اليكم اخوانى و اخواتى

اعضاء المنتدى

التصوف وفلسفة الحب الإلهي ! .

اللّهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك * اللّهم وما رزقتني مما أحب فأجعله قوة لي فيما تحب وما زويت عني، مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب # .
تحت هذا الحديث أسرار ومقامات عدة :

الحب ...

التوحيد ...

ا لصبر ...

الشكر...

الرضى ...

التسليم ...

ا لأنس ...

البسط ...

التمكين ...

وغير ذلك .

الحب :

# اللّهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك # .

كحب الملائكة والأنبياء والأولياء والعبَّاد والصالحين ،
لأن السعادة هي سعادة القلب ولا لذة...

ولا نعيم ...

ولا إصلاح .... إلا بأن يكون اللّه أحب إليه مما سواه.

قال ابن القيم:
وهذا إشارة إلى أن من خصائص الإلهية العبودية التي قامت على ساقين لا قوام لها بدونهما غاية الحب مع غاية الذل.

وكل حب يجب أن يصم صاحبه عن سوى محبوبه ،

ويسبل جفون العينين عن كل منظور سواه
،

ويطبع بطابع على قلبه بمفتاح ،

ويرمي المفتاح في بحر لـجّــيٍّ ،

حتى إذا طـرق الخيال بابه ليدخل إلى خزانة القلب يسجد وليقـل كما كان يقوله

الأنبياء والأولياء والعبَّاد والصالحين :

أعفر وجهي في التراب لسيدي ، وحق لسيدي أن يسجد له .

اللهم ارزقني قلبا تقيا،

من الشر

نقيا

لا جافيا

ولا شقيا.

وإذا قال :
(اللّهم وما رزقتني مما أحب فأجعله قوة لي فيما تحب) .
فإنه يسأل اللّه تعالى أن يجعل ما رزقه من إسمه تعالى ( القوي ) قوة جسمانية كقوله تعالى : # وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ # والروحانية ليصرفه في العلم والعمل بما رزقه من القوة بالنوافل على ما يرضيه سبحانه .

وإذا قال :
( وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب ) :

فكأنَّه يسأل الله تعالى :

اللهم اجعل ما زويته عني من محابة نفسي عوناً على إنشغالي بمحابك ،

وأنتَ مسببّ الأسباب

لفراغي ، فثبِّت قلبي على طاعتك *

اللهم ولا تشغل به قلبي :

# ما من قلب إلا هو معلق بين أصبعين من أصابع الرحمن

إن شاء أقامه،

وإن شاء أزاغه !!!

والميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويخفض آخرين إلى يوم القيامة # ، فيشغلني عن عبادتك .

والكل يعلم أنَّ الفراغ خلاف الشغل ، فإذا زوى الله عن عبده الدنيا تفرَّغ لحساب الرحمن ، وكان ذلك الفراغ عوناً له على الاشتغال بطاعة ربَّ الأرباب .
وبهذا الفراغ قد حرر اللّه الأنبياء والأولياء والعبَّاد والصالحين من رق الأغيار ، وصانهم بوجود عناية الحنان المنان من الركون إلى النفس لا يحبون إلا إياه مخلصين له الدين الذي ارتضاه
واصطفاءه لهم ، ولا يشغلون بسواه :

# يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ #
قَالَتْ عَائِشَة:
أهُم الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيْسِرقُونَ؟
قَالَ: "لا يا بنْتَ الصِّدِّيقِ
وَلكَنّهُم الَّذينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُون وَهُمْ يخَافُونَ أن لا تُقبَلَ مِنْهُم ؛
# أولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ في الخَيرات وَهُمْ لَهَا سابقون # *

ذلك هو الحب
!!!

فهل رأيتم يا من إتخذى كل المتصوفة أعداء له ((( دون إستثناء ))) ،
ما انطوى في باطن هذا الحديث !!!

إنه انطوي في باطنه عدة مقامات علم من علم ،
وجهل
من جهل

ولكن :
سمعتُ صوتاً هاتفاً في السحر نادى من الغيب أنَّ الجهل داء ما له دواء ، ومن جهل شيئا عاداه ، واللسان الترجمان عن الجوارح ، وليس الصيام من الأكل والشرب يقرب العبد من الله زلفى ، إنما الصيام من اللغو والرفث في أعراض المسلمين .

وقد علِمتِ بعض الصوفية أن الحب حالة روحية لا يكتسبها الإنسان بالفرائض !!! بل بعبادات والنوافل!!! ، فشغلوا انفسهم للعقبى لينالوا بعون الله تعالى مقعد الصدق :
# عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ # .

صدقناكم :

#
يوم يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ
# *

فالحب هو الشىء الوحيد الذى لا نستطيع أن نكتمه ، و هو ايضا الشىء الذى لا يستطيع إلا أن يبوح بسرك !!! والسر فضاح ، والحب أفضح ، قال لي الحب :
إسمع مني :

صعب حب مع الكرامة !!!

والأصعب يا صاحبي أن تكون مجبرا على التنازل عن أحدهما !!

فقلت له : إلاَّ الكرامة!!! لا .. لا .. يا حــب !!!!
قال لي : فانتظر ؟ ؟ ؟ .

فانتظرتُ ...

وانتظرتُ ...

وانتظرتُ حتى أيقنتُ أنَّ ما قاله لي الحب كان صدقاً ،

وأنا الجاهل في الحب فقلتُ لــه :

حقاً يا حب :

الكرامة والحب لا يجتمعان !!!

آآآآهـ ...

آآآآهـ ...

ذهبتِ الكرامة ، وبقي الحب بين الطالب والمطلوب ،

وأنت القتيل بأيّ من أحببته ، فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي *

عندما تحاول يا طالب المعرفة أن تستوعب مايدور حولك ولا تستطيع !!!

فأنت على الأقل لمتصل بعد لمرحلة الجنون .

وعندما تحاول ان تقترب خطوة فتجد نفسك قد بعدت خطوات للوراء !!!

فانت محاط بأناس حساد ومغرضون..

وواجـبٌَ

أن يكثر من أن يقول في هذاالزمان:

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم برحمتك يا أرحم الراحمين
.

عذت برب عليم حكيم قدير رحيم، من شر عدو لعين رجيم *

اللهم إجعلني مخموم القلب صدوق اللسان برحمتك يا أرحم الراحمين .