جند@الله الحاكم بكتاب الله
عدد المساهمات : 1524 إِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ : 3020 وَكَفَىَ بِاللّهِ وَكِيلاً : 8 الموقع : https://gondela.roo7.biz
| موضوع: القبـــــض والبســــــط و الهيبـــــــة و الأنــــس الخميس يناير 20, 2011 1:33 am | |
|
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير خلق الله
ثم اما بعد
اليكم اخوانى و اخواتى
اعضاء منتديات
حاكم الروحانية لعلوم القرآن
. القبـــــض والبســــــط و الهيبـــــــة و الأنــــس .
القبض والبسط
وهما: حالتان، بعد ترقيِّ العبد عن حالة الخوف والرجاء.
فالقبض للعارف: بمنزلة الخوف للمستأنف.
والبسط للعارف: بمنزلة الرجاء للمستأنف.
ومن الفصل بين القبض والخوف، والبسط والرجاء:
أن الخوف ما يكون من شيء في المستقبل،
إما أن يخاف فوقت محبوب أو هجوم محذور.
وكذلك الرجاء: إنما يكون بتأميل محبوب في المستقبل،
أو بتطلع زوال محذور وكفاية مكروه في المستأنف.
وأما القبض: فلمعنى حاصل في الوقت، وكذلك البسط،
فصاحب الخوف والرجاء: تعلق قلبه في حالتيه بآجله.
وصاحب القبض والبسط أخذ وقته
بوارد غلب عليه في عاجله.
ثم تتفاوت نعوتهم في القبض والبسط
على حسب تفاوتهم في أحوالهم:
فمن واردٍ يوجب قبضاً،
ولكن يبقى مساغ للأشياء الأخر،
لأنه غير مستوف ومن مقبوض لا مساغ لغير وارده فيه،
لأنه مأخوذ عنه بالكلية بوارده.
كما قال بعضهم: أنا ردْم، أي: لا مساغ فيّ.
وكذلك المبسوط: قد يكون فيه بسط يسع الخلق،
فلا يستوحش من أكثر الأشياء،
ويكون مبسوطاً لا يؤثر فيه شيء بحال من الأحوال.
قال القحطي: إنا قد حررنا عن رق الأشياء في الأزل.
ومن أدنى موجبات القبض:
أن يرد على قلبه وارد موجبه إشارى
إلى عتاب ورمز باستحقاق تأديب،
فيحصل في القلب لا محالة، قبض.
وقد يكون موجب بعض الواردات إشارة إلى تقريب،
أو إقبال بنوع لطف وترحيب،
فيحصل للقلب بسط.
وفي الجملة: قبض كل عبد حسب بسطه،
وبسطه على حسب قبضه.
وقد يكون قبض يشكل على صاحبه سببه:
يجد في قلبه قبضاً لا يدري موجبه ولا سببه،
فسبيل صاحب هذا القبض التسليم،
حتى يمضي ذلك الوقت،
لأنه لو تكلف نفيه،
أو استقبل الوقت قبل هجومه عليه باختياره زاد في قبضه.
ولعله يعد ذلك منه: سوء أدب.
وإذا استسلم لحكم الوقت،
فمن قريب يزول القبض،
فإن الحق سبحانه قال: والله يقبض وببسط.
وقد يكون بسط يرد بغتة،
ويصادف صاحبه فلتة لا يعرف له سبباً،
يهز صاحبه ويستفزه،
فسبيل صاحبه السكون، ومراعاة الأدب،
فإن في هذا الوقت له خطراً عظيما
فليحذر صاحبه مكراً خفياً.
كذا قال بعضهم: فتح عليَّ باب من البسط ،
فزللت زلة فحجبت عن مقامي.
ولهذا قالوا: قف على البساط، وإيَّاك والانبساط.
وقد عدّ أهل التحقيق حالتي القبض والبسط
: من جملة ما استعاذوا منه،
لأنهما بالإضافة إلى ما فوقهما
من استهلاك العبد واندراجه في الحقيقة:
فقر وضر.
والجنيد يقول: الخوف من الله يقبضني،
والرجاء منه: يبسطني.
والحقيقة: تجمعني، والحق: يفرقني،
إذا قبضني بالخوف أفناني عني،
وذا بسطني بالرجاء ردني علي
وإذا جمعني بالحقيقة أحضرني
وإذا فرقني بالحق أشهدني غيري،
فغطاني عنه،
فهو تعالى في ذلك كله محركي غير ممسكي،
وموحشي غير مؤنسي،
فأنا بحضوري أذوق طعم وجودي،
فليته أفناني عني فمتعني،
أو غيبني عني فروحني.
ومن ذلك:
الهيبة والأنس
وهما: فوق القبض والبسط.
فكما أن القبض: فوق رتبة الخوف.
والبسط: فوق منزلة الرجاء.
فالهيبة: أعلى من القبض والأنس أنم من البسط،
وحق الهيبة الغيبة، فكل هائب غائب.
ثم الهائيون: يتفاوتون في الهيبة
على حسب تباينهم في الغيبة
فمنهم.. ومنهم وحق الأنس: صحو بحق،
فكل مستأنس: صاح ثم يتباينون
حسب تباينهم في الشرب.
ولهذا قالوا: أدنى محل الأنس:
أنه لو طرح في لظى لم يتكدر عليه أنسه
قال الجنيد، رحمه الله: كنت أسمع السريَّ يقول:
يبلغ العبد إلى حد لو ضرب وجهه بالسيف لم يشعر.
وكان في قلبي منه شيء، حتى بان لي أن الأمرَ كذلك.
وحال الهيبة والأنس، وإن جلتا،
فأهل الحقيقة يعدونهما: نقصاً لتضمنهما تغير العبد
فإن أهل التمكين سمت أحوالهم عن التغير.
وهم محوفي وجود العين،
فلاهيبة لهم ولا أنس، ولا علم ولا حس.
والحكاية معروفة عن أبي سعيد الخرَّاز،
أنه قال:
نهت في البادية مرة، فكنت أقول:
أتيه فلا أدري من التيه من أنا ...
سوى ما يقول الناس في وفي جنسي
أتيه على جن البلاد وإنسها ...
فن لم أجد شخصاً أتيه على نفسي
قال فسمعت هاتفاً يهتف بي، ويقول:
فلو كنت من أهل الوجود حقيقة .
.. لغبت عن الأكوان والعرش والكرسي
وإنما يرتقي العبد عن هذه الحالة بالوجود ( الوجد )
القشــــــــــــــــــــــــــــــــــــيري
| |
|