جند@الله الحاكم بكتاب الله
عدد المساهمات : 1524 إِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ : 3020 وَكَفَىَ بِاللّهِ وَكِيلاً : 8 الموقع : https://gondela.roo7.biz
| موضوع: المقـــــــام و الحـــــــال الخميس يناير 20, 2011 2:25 am | |
|
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير خلق الله
ثم اما بعد
اليكم اخوانى و اخواتى
اعضاء منتديات
حاكم الروحانية لعلوم القرآن
۞ المقـــــــام و الحـــــــال ۞
المقـــــــام و الحـــــــال
المقام
والمقام: ما يتحقق به العبد بمنازلته من الآداب؛
مما يتوصَّل إليه بنوع تصُّرفَ، ويتحقق به بضرب تطلُّب، و مقاساة تكلف.
فمقام كل أحد: موضع إقامته عند ذلك، و ما هو مشتغل بالرياضة له.
و شرطه: أن لا يرتقي من مقام إلى مقام آخر ، ما لم يستوف أحكام ذلك المقام،
فإن من لا قناعة له لا تصح له التوكل و من لا توكل له لا يصح له التسليم،
و كذلك من لا توبة له لا تصح له الإنابة، و من لا ورع له لا يصح له الزهد.
و المقام: هو الإقامة، كالمُدخل بمعنى الإدخال، و المخرج بمعنى الإخراج.
و لا يصحُّ لأحد منازلة مقام إلا بشهود إقامة الله تعالى إياه بذلك المقام،
ليصحَّ بناء أمره على قاعدة صحيحة.
سمعت الأستاذ أبا عليِّ الدَّقاق، رحمه الله تعالى، يقول
: لما دخل الواسطي نيسابور، سأل أصحاب أبي عثمان:
بماذا كان يأمركم شيخكم؟ فقالوا: كان يأمرنا بالتزام الطاعات، ورؤية التقصير فيها. فقال: أمركم بالمجوسيَّة المحضة، هلا أمركم بالغيْبة عنها، برؤية منشئها ومجريها؟ و إنما أراد الواسطي بهذا: صيانتهم عن محل الإعجاب. لا تعريجاً في أوطان التقصير، أو تجويزاً للإخلال بأدب من الآداب. و من ذلك:
الحال
و الحال عند القوم: معنى يَرِد على القلب، من غير تعمد منهم، و لا اجتلاب،
و لا أكتساب لهم، من: طرب، أو حزن، أو بسط، أو قبض،
أو شوق، أو انزعاج أو هبة، أو احتياج.
فالأحوال: مواهب، و المقامات. مكاسب.
والأحوال تأتي من عين الجواد، و المقامات تحصل ببذل المجهود.
و صاحب المقام ممكن في مقامه، و صاحب الحال مُترقَّ عن حاله.
و سئل ذو النون المصري، عن العارف، فقال: كان ها هنا، فذهب.
و قال بعض المشايخ: الأحوال كالبروق: فإن بقي فحديث نفس.
و قالوا: الأحوال كأسمها، يعني أنها: كما تحلُّ بالقلب نزول في الوقت.
و أنشدوا:
لو لم تَحُلْ ما سميت حالا ... و كل ما حال فقد زالا
انظر إلى الفيء إذا ما انتهى ... يأخذ في النقص إذا طالا
و أشار قوم إلى بقاء الأحوال، و دوامها. وقالوا:
إنها إذا لم تدم و لم تتوَال فهي لوائح وبواده،
و لم يصل صاحبها بعد إلى الأحوال فإذا دامت تلك الصفة فعند ذلك تسمَّى: حالاً.
وهذا أبو عثمان الحيري يقول: منذ أربعين سنة ما أقامني الله في حال فكرهْتُه.
أشار إلى دوام الرِّضا، و الرضا من جملة الأحوال.
فالواجب في هذا: أن يقال: إن من أشار إلى بقاء الأحوال فصحيح ما قال،
فقد يصير المعنى شِرْباً لأحد فيربّي فيه.
و لك لصاحب هذه الحال أحوال:
هي طوارق لا تدوم فوق أحواله التي صارت شرباً له؛
فإذا دامت هذه الطوارق له، كما دامت الأحوال المتقدمة،
ارتقى إلى أحوال أخر،
فوق هذه و ألطف من هذه، فأبداً يكون في الترقي.
سمعت الآستاذ أبا عليّ الدقاق، رحمه الله،
يقول في معنى قول صلى الله عليه وسلم:
إنه ليغَان على قلبي حتى أستغفر الله تعالى في اليوم سبعين مرة:
أنه كان صلى الله عليه وسلم أبداً في الترقي من أحواله
فإذا ارتقى من حالة إلى حالة أعلى مما كان فيها،
فربما حصل له ملاحظة إلى ما ارتقى عنها،
فكان يعدُّها غيْناً بالإضافة إلى ما حصل فيها، فأبداً كانت أحواله في التزايد.
و مقدورات الحق سبحانه، من الآلطاف: لا نهاية لها ؛ فإذا كان حق الحق تعالى،
العز، و كان الوصول إليه بالتحقيق محالاً، فالعبد أبداً في ارتقاء أحواله.
فلا معنى يوصل إليه، إلا وفي مقدوره سبحانه ما هو فوقه،
يقدر أن يوصله إليه. وعلى هذا يحمل قولهم: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
و سئل الجنيد عن هذا، فأنشد:
طوارق أنوار تلوح إذا بدت ... فتظهر كتماناً و تخبر عن جمع
القشــــــــيري
| |
|