جند@الله الحاكم بكتاب الله
عدد المساهمات : 1524 إِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ : 3020 وَكَفَىَ بِاللّهِ وَكِيلاً : 8 الموقع : https://gondela.roo7.biz
| موضوع: الخشــــــــــــوع و التــــواضــــع الخميس يناير 20, 2011 2:32 am | |
|
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير خلق الله
ثم اما بعد
اليكم اخوانى و اخواتى
اعضاء منتديات
حاكم الروحانية لعلوم القرآن
۞ الخشــــــــــــوع و التــــواضــــع ۞
الخشــــــــــــوع و التــــواضــــع
قال الله تعالى: " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون " . عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر،
و لا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرَّة من إيمان،
فقال رجل يا رسول الله، إن الرجل يحب أن يكون ثوبة حسناً
. فقال: إن الله تعالى جميل يحب الجمال، الكبر من بطر الحق، وغمص الناس " .
عن أنس بن مالك، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض،
ويشيع الجنائز، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد،
وكان يوم قريظة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف. عليهإكاف من ليف " . الخشوع: الانقياد للحق.
و التواضع: هو الاستسلام للحق، وترك الاعتراض على الحكم.
و قال حذيفة: أول ما تفقدون من دينكم: الخشوع.
، وقال بعضهم : الخشوع: قيام القلب بين يدي الحق، سبحانه، بهم مجموع.
وقال: من علامات الخشوع للعبد: أنه إذا أغضب أو خولف،
أو رد عليه أن يستقبل ذلك بالقبول.
وقال بعضهم: خشوع القلب: قيد العيون عن النظر.
وقال محمد بن علي الترمذي: الخاشع من خمدت نيران شهوته،
وسكن دخان صدره، وأشرق نور التعظيم في قلبه، فماتت شهوته
، وحيي قلبه؛ فخشعت جوارحه.
وقال الحسن البصري: الخشوع: الخوف الدائم اللازم للقلب.
وسئل الجنيد عن الخشوع، فقال: تذلل القلوب لعلام الغيوب.
قال الله تعالى: " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً "
سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق، رحمه الله، يقول ما معناه: متواضعين،
متخاشعين.
و اتفقوا على أن الخشوع محله القلب.
و روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي رجلاً يعبث في صلاته بلحيه،
فقال: " لو خشع قلب هذه لخشعت جوارحه " .
وقيل، شرط الخشوع، في الصلاة أن لا يعرف من على يمينه ومن على شماله.
قال الأستاذ الإمام: و يحتمل أن يقال: الخشوع،
إطراق السريرة بشرط الأدب بمشهد الحق سبحانه و تعالى.
و يقال: الخشوع، ذبول يرد على القلب عنداطلاع الرب.
و يقال: الخشوع، ذوبان القلب و انخناسه عند سلطان الحقيقة.
و يقال: الخشوع، مقدمات غلبات الهيبة.
و يقال: الخشوع: قشعريرة ترد على القلب بغتة عند مفاجأة كشف الحقيقة.
وقال الفضيل بن عياض:
كان يكره أن يرى على الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه . وقال أبو سليمان الداراني:
لو أجتمع الناس على أن يضعوني كاتضاعي عند نفسي لما قدروا عليه.
و قيل: من لم يتضع عند نفسه لم يتضع عند غيره.
و كان عمر بن عبد العزيز لا يسجد إلى على التراب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر " .
و قال مجاهد، رحمه الله: لما أغرق الله سبحانه، قوم نوح شمخت الجبال،
و تواضع الجودي، فجعله الله سبحانه، قراراً لسفينة نوح عليه السلام.
و كان عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، يكتب ليلة شيئاً، وعند ضيف،
فكاد السراج. ينطفىء، فقال الضيف: أقوم إلى المصباح فأصلحه
، فقال: لا: ليس من الكرم استخدام الضيف.
قال: فأنبِّه الغلام. ( أيقظ الخادم )
قال: لا ، هي أول نومة نامها.
فقالم إلى البطة ، وجعل الدهن في المصباح،
فقال الضيف: قمت بنفسك يا أمير المؤمنين!!
فقال له عمر: ذهبتُ و أنا عمر، ورجعت و أناعمر.
و روي أبو سعيد الخدري، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كان يعلف البغير، و يقم البيت، و يخصف النعل، و يرقع الثوب، و يحلب الشاة،
و يأكل مع الخادم، و يطحن معه إذا أعيا،
و كان لا يمنعه الحياء أن يحمل بضاعته من السوق إلى أهله،
و كان يصافح الغني و الفقير، ويسَّلم مبتدئاً، و لا يحتقر ما دعي إليه،
و لو إلى حشف التمر، و كان هين المؤنة، لين الخلق؛ كريم الطبيعة جميل المعاشرة،
طلق الوجه، بساماً من غير ضحك، محزوناً من غير عبوسة؛ متواضعاً من غير مذلة؛
جواداً من غير سرف، رقيق القلب؛ رحيماً بكل مسلم، لم يتجشأ قط من شبع؛
و لم يمد يده إلى طمع " .
و الفضيل بن عياض يقول: قراء الرحمن، عز وجل،
أصحاب خشوع وتوضاع، و قراء القضاة أصحاب عجب و تكبر.
وقال الفضيل بنعياض: من رأى لنفسه قيمة فليس له في التواضع نصيب.
و سئل الفضيل عن التواضع، فقال: تخضع للحق، و تنقاد له و تقبله ممن قاله.
وقال الفضيل: أوحى الله؛ سبحانه و تعالى؛ إلى الجبال:
أني مكلم على واحد منكم نبياً. فتطاولت الجبال؛ و تواضع طورسينا؛
فكلم الله سبحانه علية موسى، عليه السلام، لتواضعه.
سئل الجنيد عن التواضع؛ فقال: خفض الجناح للخلق؛ و لين الجانب لهم.
وقال وهب: مكتوب في بعض ما أنزل الله تعالى من الكتب:
" إني أخرجت الذر من صلب آدم،
فلم أجد قلباً أشدَّ تواضعاً من قلب موسى عليه السلام،
فلذلك اصطفيته وكلمَّته " .
وقال ابن المبارك: التكبير على الأغنياء، و التواضع للفقراء من التواضع.
و قيل لأبي يزيد: متى يكون الرجل متواضعاً؟
فقال: إذا لم ير لنفسه مقاماً و لا حالاً؛ و لا يرى أن في الخلق من هو شر منه.
وقيل: التواضع نعمة لا يحسد عليها، و الكبر محنة لا يرْحم عليها،
و العزُّ في التواضع فمن طلبه في الكبر لم يجده.
إبراهيم بن شيبان يقول: الشرف في التواضع، و العزُّ في التقوى،
و الحرية في القناعة.
سفيان الثوري قال: أعز الخلق خمسة أنفس: عالم زاهد، و فقيه صوفي،
وغني متواضع، وفقير شاكر، و شريف سُنى.
و قال يحيى بن معاذ: التواضع حسن في كلِّ أحد لكنه في الآغنياء أحسن،
و التكبر سمج في كل أحد لكنه في الفقراء أسمج!!
و قال ابن عطاء: التواضع: قبول الحقِّ ممن كان.
و قيل: ركب زيد بن ثابت، فدنا ابن عباس ليأخذ بركابه،
فقال ل مَه يا ابن عمِّ رسول الله.
فقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. فأخذ زيد بن ثابت يد ابن عباس فقبلها،
و قال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال عروة بن الزبير: رأيت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،
وعلى عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا!!
فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين،
دخلتْ في نفسي نخوة فأحببتُ أن أكسرها.
و مضى بالقربة إلى حجرة امرأة من الأنصار فأفرغها في إنائها.
سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: سمعت أبا نصر السراج الطوسي يقول:
رؤي أبو هريرة، وهو أمير المدينة، وعلى ظهره حزمة حطب، وهو يقول:
طرقوا للأمير.
و قال عبد الله الرازي: التواضع ترك التمييز في الخدمة.
أبا سليمان الداراني يقول: من رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة.
و قال يحيى بن معاذ: التكبر على من تكبر عليك بمالة تواضع.
و قال الشبلي رحمه الله: ذلي عطِّل ذل اليهود.
و جاءه رجل، فقال له الشبلي: ما أنت؟
فقال: يا سيدي النقطة التي تحت الباء.
فقال له: أنت شاهدي، ما لم تجعل لنفسك مقاماً.
و قال بشر: سلموا على أبناء الدنيا بترك السلام عليهم.
و قال شعيب بن حرب: بينا أنا في الطواف إذ لكزني إنسان بمرفقه،
فالتفت إليه، فإذا هو الفضيل بن عيضا، فقال: يا أبا صالح،
إن كنت تظن أنه شهد الموسم شر مني و منك فبئس ما ظننت!!
و بلغ عمر بن عبد العزيز أن ابناً له اشترى فصاً بألف درهم فكتب إليه عمر
: " بلغني أنك اشتريت فصا بألف درهم، فإذا أتاك كتابي هذا فبع الخاتم،
و أشبع ألف بطن واتخِّذ خاتماً من درهمين، و اجعل واكتب عليه "
رحم الله أمرءاً عرف قدر نفسه " .
و حكي عن رجاء بن حيوة أنه قال:
قوَّمت ثياب عمر بن عبد العزيز و هو يخطب بإثني عشر درهماً؛
و كانت: قباء، و عمامة، و قميصاً، و سرويل، و خفين، و قلنسوة.
وحمدون القصار يقول: التواضع: أن لا ترى لأحد إلى نفسك حاجة
، لا في الدين، و لا في الدنيا.
سئِل الإمام الجنيد t عن التواضع ، فقال : هو خفض الجناح ، و كسر الجانب .
قال رويم t : التواضع تذلل القلوب لعلام الغيوب .
قال سهل t : كمال ذكر الله المشاهدة ، و كمال التواضع الرضا به .
وقال غيره : التواضع قبول الحق من الحق للحق .
وقال آخر : التواضع الافتخار بالقلة ، و الاعتناق للذلة ، و تحمل أثقال أهل الملة
| |
|