الدعوة فى الخارج

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير خلق الله

ثم اما بعد

اليكم

الدعوة فى الخارج

الأخت الفاضلة ؛
جزاكِ الله خيرًا على هذا الحماس، وهذا الحرص الشديد على الدعوة إلى الله، وأحب في البداية أن أزفَّ إليكِ بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أخرجها الإمام البخاري لمن يتصدَّى لهذا العمل الجليل، حينما قال صلى الله عليه وسلم: "فوالله لأنْ يهدي الله بك رجلاً واحدًا، خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم" رواه البخاري.
وفي السطور التالية سنجيب على تساؤلاتكِ من خلال توضيح بعض القواعد الهامَّة عند ممارسة الدعوة، ثم نقترح عليك بعض الطرق والوسائل التي يمكن أن تعينك إن شاء الله.

أولاً- قواعد تُرَاعى عند دعوة الآخرين:
1- البدء بالأقربين:
فعندما يريد الداعية أن يمارس العمل الدعوي ينبغي أن يبدأ بأقرب الدوائر إليه وهم أهله وعشيرته الأقربين، وهذا هو منهج القرآن الدعوي الذي وضعه المولي سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم حينما أمره بالدعوة فقال تعالى: "وأنذر عشيرتك الأقربين".
فليبدأ الداعية بدعوة أهله وأقاربه أولاً، وليس معني هذا أن ينغلق عليهم، بل معناه أن يعطيهم الأولويَّة في الدعوة فقط.
ومن الدوائر التي لها أولوية الدعوة أيضًا: كلُّ من يقابلهم الداعية بصورةٍ منتظمة، كزملاء العمل، أو الجيران، أو الأصدقاء أو غير ذلك، ثم تنتقل الأولويَّة إلي الدائرة الأبعد ثم التي تليها وهكذا، وليس معنى هذا أيضًا أن يظلَّ الداعية حاصرًا جهده الدعوي في دائرةٍ واحدة من هذه الدوائر حتى ينتهي منها تمامًا، ثم يبدأ في الدائرة التي تليها، ولكن يراعي أن يكون تحرُّكه الدعوي شاملاً هذه الدوائر جميعًا، ففي نفس الوقت الذي يهتمُّ فيه بتنشئة أبنائه على تعاليم الإسلام، يعاون زميله على المحافظة على الصلاة، ويُهدي جاره شريط فيديو عن قدرة الله في خلق هذ الكون الفسيح، وهكذا.

2- لسان الحال أبلغ من لسان المقال:
فالداعية حينما يكون ملتزماً بتعاليم الإسلام، حريصاً علىالاستزادة من فعل الخيرات، باذلاً كلَّ ما في وسعه للابتعاد عمَّا يغضب الله يصير صاحب أثر عميق في نفوس مَن حوله حتى وإن لم ينطق بكلمةٍ واحدة، أمَّا إذا ملأ الدنيا كلامًا وخطبًا وأحاديث، وعمله لا يصدِّق هذا كلَّه فلن يكون لكلامه هذا أثرٌ يُذكَر في نفوس من يدعوهم، ولذا نرى الإمام الحسن البصري حينما يريد أن يحدِّث الناس عن عتق الرقاب يظل يؤجل الحديث في هذا الموضوع حتى أعتق هو أولاً، وقيل في هذا المقام أيضًا أنَّ فعل رجلٍ واحدٍ في ألف رجل خيرٌ من قول ألف رجلٍ في رجلٍ واحد.

3- الرِّفق واللين:
وهذا مبدأ هام جدّا من مبادئ الدعوة إلى الله عز وجل، أمر القرآن الدعاة أن يلتزموا به حتى مع من طغى وتجبَّر وظلم، فقال المولى سبحانه وتعالى لنبيه موسى وأخيه هارون عليهما السلام حينما أمرهما بالذهاب إلى فرعون لدعوته: "اذهبا إلى فرعون إنَّه طغى . فقولا له قولاً ليِّنًا لعلَّه يتذكَّر أو يخشى".
وكان هذا منهج النبي صلى الله عليه و سلم الذي رُوي عنه في العديد من المواقف، حتى امتدحه الله سبحانه فقال: "فبما رحمةٍ من الله لِنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضُّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاوِرهم في الأمر".
و هكذا ينبغي أن يكون الداعية ليّن الجانب مع مَن يدعوه، رفيقًا به، ملتمسًا له الأعذار عندما يخطئ.
https://gondela.roo7.biz/
4-لكلِّ قلبٍ مفتاحه:
كذلك من الأمور الهامة جدّا عندما ندعو أحدًا أن نتعرَّف عليه جيدًا، وأن نحاول التعرُّف على أبعاد شخصيته المختلفة العقليَّة، والنفسيَّة، والاجتماعيَّة، وما يفضِّله وما لا يفضِّله، وهذه المعرفة بطبيعة شخصية المدعو تساعد الداعية على اختيار الأسلوب الأكثر مناسبةً له، فلكلِّ إنسانٍ مدخلٌ يختلف عن الآخر.
ويعلِّمنا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فنراه يراعي هذا الاختلاف بين الأشخاص، فيعلم أنَّ أبا سفيان يحبُّ الفخر، فيوظِّف النبي صلى الله عليه وسلم معرفته بهذا الجانب من شخصية أبي سفيان، فيقول عند فتح مكة: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" رواه مسلم.
أمَّا عندما يريد أن يكسب قلب صفوان بن أُمَيَّة للإسلام وهو يعلم حبَّه للمال، فيظل يعطيه من مغانم غزوة حنين الكثير والكثير، حتى يعجب صفوان من هذا العطاء ويعلن إسلامه، كما جاء في صحيح مسلم.
وهكذا عندما نختار الأسلوب الأنسب لكلِّ شخصية، نستطيع أن نكسب قلبه، وأن نواصل معه العمل الدعوي.

5- الاهتمام بالأولويَّات:
فعند دعوة الآخرين، من الضروري أن نهتم بالأمور الأكثر أهمية، ثم الهامة، ثم الأقل أهمية، وهكذا، تبعًا لحالة كلِّ مدعو، فمع العاصي نركِّز معه على البعد عن المعصية والتأكيد على الفرائض، ومع مَن يؤدي الفرائض نركِّز على أداء النوافل وهكذا.

6- اتباع سياسة النَّفس الطويل:
فالدعوة إلى الله تحتاج إلى الصبر وعدم التعجل في قطف الثمار، فعلى الداعية أن يعمل كلَّ يومٍ على أن يغرس في نفس من يدعوه معنى أو قيمة أو يكسبه سلوكًا أو يدُّله على عمل الخير دون تعجُّل لرؤية النتيجة، بل يحتسب عمله وجهده عند الله، فالداعية المسلم ليس مُطالَبًا بتحقيق الهداية لمن يدعوه، ولكنَّه مطالبٌ ببذل كلَّ ما في وسعه لدلالة الناس إلى الخير.
https://gondela.roo7.biz/
7- كسب قلب المدعو:
وذلك من الأمور الهامة جدّا، بل هي أولى خطوات ممارسة الدعوة إلى الله، أن يعمل الداعية على كسب قلب مَن يدعوه، فإن نجح في إقامة رابطة قلبيَّة مشبَّعة بالحبِّ والتعاطف والمشاعر الفياضة الصادقة، سيصبح الأمر يسيرًا بعد ذلك إن شاء الله على الداعية، ومن الأمور التي تساعد الداعية على بناء رابطة قلبية بينه وبين من يدعوه:
أ- البشاشة والابتسامة الصادقة.
ب- الكلام الطيب الليِّن.
ج - تفقُّد أحواله وحل مشكلاته.
د- معاونته على قضاء حوائجه.
هـ- تبادل الزيارات معه.
و- إهداؤه الهدية المناسِبة له.

ثانيًا- وسائل مُقترَحة:
وهناك عدَّة وسائل مُقترَحة يمكنك استخدامها في دعوة أخواتك هؤلاء إلى الله، منها:
1- إهداؤهن شرائط الكاسيت والفيديو، وأسطوانات الكمبيوتر، والكتيبات الصغيرة التي تتناول موضوعات إسلامية مختلفة.
2- دعوتهن لحضور بعض المحاضرات والدروس المتاحة لديكم.
3- العمل على ربطهن بالمراكز والجمعيَّات الإسلامية وأنشطتها.
4- تعريفهن ببعض المواقع على الإنترنت التي تتناول الموضوعات الإسلامية.
5- إبداع وابتكار وسائل جديدة تساعدك على الدعوة.
ومن الممكن أيضًا أن تبحثي إمكانية مشاركتك ودعمك بالجهد والوقت للأنشطة التي تقوم بها المراكز أو الجمعيات الإسلامية.
أمَّا عن سؤالك عن كيفية توجيه النصح لأخواتك من المسلمات اللاتي تربطك بهن معرفة سطحيَّة، فمن المستحسن عدم التعجُّل في تقديم النصح لهنَّ بصورةٍ مباشرة، ولتعملي على توثيق علاقتكِ بهن أولاً، ثم تستخدمي الوسائل والطرق المناسبة لتوجيههن، مع اتِّباع القواعد الدعوية التي أشرنا إليها في البداية، فهذا أقرب لنفوسهن، وأدعى لاستجابتهن.

ونسأل المولي عزَّ وجل أن يتقبَّل منك حرصكِ هذا على الدعوة إليه، ونحن في انتظار خبراتك وتجاربك حول الدعوة إلى الله .

المصدر اسلام اون لاين

==============================================================================================================

بارك الله فيك

اخى و معلمى الحاكم على الروحانية

وزادك الله من فضله و علمه

و لكن السائله كانت فى المنتدى الاخر

شكرا لك اخى و بارك الله فيك

» اسس الدعوة الفردية
» مقترحات فى الدعوة الى الله
» كتاب الدعوة الى الله فضلها و ثمراتها